الراحلة الخالدة نور الهدى جمعت في صوتها كلّ شىء فيه نغم وكلام لكلّ موضوع وكلّ حالة , وفي هذه الفترة نعيش أجواء شهر رمضان وهي التي أبدعت في الترانيم الدينية , وليس فقط الاسلامية ولكن أيضا” المسيحية , فكيف لنا أن لا نسمع أعظم صوت لبناني و عربي في الشرق .
نور الهدى الملتزمة والتي لم تعرف أبدا” التنازل في حياتها , أحبّت الفن من أعماق قلبها وعقلها وتركت ورائها في لبنان ومصر والعالم العربي ثروة فنية لا حدود لها . نور الهدى التي واجهت صعوبات في طريقها الفني بعد أن حصلت على المجد والشهرة , اجتمعت حولها كل العيون التي ارادت سحقها , فخذلتها مصر وماطلت معها وحدّدت لها عملها , وخذلها لبنان الذي اعتبرها نتاج مصري ولهذا لم تصعد الى ادراج بعلبك , فالرحابنة لم يعطوا أهمية لها رغم صوتها الذهبي ولكن استمرّت لوحدها دون أي تنازل من أحد فغنّت بصورة خارقة مواوبل تراثية وأغاني كلها لبنانية مجّدت فيها لبنان بجباله وسهوله وشعبه .